لقاء الشيخ إبراهيم بن عبدالله الحسني مع مجلة أقلام الخير

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :-

لاشك أن الجمعيات الخيرية تلعب دوراً  كبيراً في مساعدة المحتاجين والفقراء .. نود إعطائنا نبذة عن جمعيتكم ، أقسامها وأنشطتها ومجالات عملها؟

ج : الزاد الخيري هو أحد فروع  جمعية البر الخيرية ببريدة  حيث تم الترخيص له في  1/7/1426هـ  وابتدأ  العمل في  1/9/1426 هـ  ،   بمباركة  وبمساندة  من صاحب السمو الملكي الأمير  فيصل بن بندر  بن عبدالعزيز  أمير منطقة القصيم  ،  وسمو نائبه  صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل  بن سعود  ،   وبمساندة   ودعم من رجال الأعمال  ،  مما ساعد الزاد الخيري ببداية قوية  ولله الحمد  وتم استئجار المقر الحالي  واستخدمنا  أفضل أساليب التقنية الحديثة في   ربط  شبكة الحاسب الآلي  مع الجمعية  وفروعها لتوحيد الإجراءات  والبحث  والتحري عن الفقراء والمحتاجين  ، كي تصل المساعدات إلى مستحقيها بأفضل أسلوب ممكن  مع الحفاظ على كرامة المستفيد .

ويقدم الزاد الخيري ببريدة برامج دورية وموسمية وطارئة ونوعية وخدمية وهي كالتالي: -

البرامج الدائمة طوال العام

السلة الغذائية :-

هي عبارة عن صرف بطاقات ممغنطة (بطاقة العثيم الإلكترونية ) للأسر المستفيدة  لكي يتمكنوا من شراء ما يحتاجونه من  مواد غذائية ، حيث تتوفر لهم جميع البضائع التي يرغبون شرائها . ويتم تعبئتها كل شهرين بمبالغ  متفاوته  حسب فئة المستفيد .

حيث تبلغ قيمة السلة الواحدة من (400 ريال  - 750 ريال ) حسب  فئة  الأسرة.

كفالات الأسر الشهرية :

عند نهاية كل شهر يقوم  الزاد الخيري  بتحويل  المساعدات المالية  على حسابات المستفيدين  لدى البنوك  كلٌ حسب فئته  دون حاجته  إلى مراجعة الزاد .

كفالة الأرامل والأيتام  :  

 

تم بحمد الله تعالى وضع آلية لصرف المبالغ الخاصة بالأرامل والمطلقات والأيتام عبر برنامج محدد ومعروف يتماشى مع فصول السنة وهو كالتالي :-

1-صرف مبلغ (800 ريال ) في أول العام في شهر محرم لشراء  حاجاتهم ومتطلباتهم الضرورية .

2-صرف كرت شراء لأحد المراكز التجارية بمبلغ وقدره (200 ريال ) لشراء كسوة الصيف .

3-صرف مبلغ وقدره (800 ريال) في منتصف السنة في شهر جماد الثاني لشراء  حاجاتهم ومتطلباتهم الضرورية .

4-صرف كرت شراء للأيتام  من أحد المراكز التجارية بمبلغ وقدره (150 ريال) لشراء كسوة عيد الفطر المبارك .

5-صرف كرت شراء للأيتام من أحد المراكز التجارية بمبلغ (300 ريال) لشراء كسوة الشتاء.

6-صرف كرت شراء للأيتام  من أحد المراكز التجارية بمبلغ (150 ريال ) لشراء كسوة عيد الأضحى المبارك .

7-صرف الأدوات المدرسيه .

الأجهزة الكهربائية  :

 

وهي عبارة عن إعانة بعض الأسر بما يحتاجه من أجهزة كهربائية أساسية ( مكيفات ، غسالات ، ثلاجات ، برادات ، أفران ) بعد البحث والتحري .

إعفاف  الشباب :

مساعدة الشباب الراغبين في الزواج من المحتاجين وذلك بمبلغ يتراوح من                        (2000 ريال  إلى  5000 ريال ) حيث إننا نساعد سنوياً أربعين شاباً .

تسديد الإيجارات  :

يوجد لدينا عدد ( 175 أسرة ) مستأجرة بمبالغ تتراوح من                                             (6000 ريال  إلى  15000 ريال ) ونحن نقوم بسداد  خمسين بالمائة  أو  تزيد من الإيجار حسب الآلية الخاصة في سداد الإيجارات المرفقة ،  إذ إن هناك استمارة للسداد تطبق على المستفيد ،  وعلى ضوئها يتبين ما يستحقه المستفيد من سداد الإيجار.

البرامج الموسمية

السلة الغذائية الرمضانية :

وهي عبارة عن سلة غذائية  جميع محتوياتها المأكولات الرمضانية  من   ( تمر  وأرز  وطحين  و سمبوسا ، وعصير ، وكريمة ، ولحم ، دجاج ، وقهوة .....وغيرها ) ونقوم بتوزيعها قبيل شهر رمضان المبارك وتبلغ قيمة السلة (850 ريال) محتوية على اثنين  وعشرين صنف .

الحقيبة والزي والفسحة المدرسية  :

في كل عام نقوم بتوزيع الحقيبة والزي والفسحة المدرسية قبيل بداية الدراسة بشهر على جميع الأولاد الدارسين في جميع المراحل (الابتدائية ، والمتوسطة ، والثانوية)  ويكلف الفرد هذا البرنامج مبلغ وقدره ( 400 ريال ) .    

فريضة الإسلام  :

وهي عبارة عن تحجيج من لم يحج من المحتاجين من الذين بلغت أعمارهم فوق الثلاثين سنة  حيث نحجج كل عام خمسين حاجاً بتكلفة أجمالية  قدرها                     (3000 ريال  × 50 حاج  = 150.000 ريال ) ،   على نفقة محسنين  متبرعين  لذلك حيث صدرت فتوى اللجنة الدائمة بجواز صرف الزكاة على تحجيج الفقراء .

البرامج النوعية

البيت المثالي  :

تتكاثر الأسر تسجيلاً يوماً بعد يوم في كشوفات الزاد طالبين المساعدة وهذا ما يدعو للقلق ولهذا قمنا في إيجاد برنامج ( البيت المثالي ) والذي يدفعهم إلى التعلم وحسن السيرة والسلوك فيتعلمون الآباء والأمهات حرفة تنفعهم يجنون منها دخلاً بإذن الله تعالى يكفيهم عن المسألة  ويواصل  الأبناء تعليمهم وينمون مواهبهم وتشجيعاً لهذه الأسر المشاركة في البيت المثالي تعطى  لكل أسرة مكافأة مالية  تتفاوت حسب  فئات الأسرة بشرط أن تكون الأسرة المثالية ملتزمة بالتالي :-

1)        أن الوالدين يتعلمان  حرفة يجنيان  منها دخلاً يغنيهما  في المستقبل عن طلب المساعدة .

2)        أن يكون الأبناء من المحافظين على الصلاة جماعة مع المسلمين وملتزمين بتعاليم الإسلام .

3)   أن يكون الأبناء والبنات من المحافظين على الدراسة وملتزمين بالأخلاق العالية ويعرف ذلك عن طريق شهاداتهم بالمدرسة وإفادة المرشد الطلابي .

4)        أن يكون الأبناء متميزين في دراستهم بتقديرات عالية .

سيارة  نقل مرضى الفشل الكلوي

نعلم جميعاً ما يعانيه مرضى الفشل الكلوي عافنا الله وإياكم من هذا الداء ، وتزداد المعاناة عندما يكون المريض كبيراً في السن ولا يستطيع قيادة السيارة أو امرأة كبيرة فيتطلب الأمر إلى إيجاد من  يذهب بهم إلى المستشفى ذهاباً  وإياباً  ، فمنهم من يجد ومنهم من لا يجد.ولهذا قمنا بإيجاد سيارة خاصة لنقلهم  إلى المستشفى .

البرامج الخدمية

زكاة الفطر   :

لخدمة المجتمع نقوم باستقبال زكاة الفطر من اليوم الثامن  والعشرين حتى ليلة العيد ثم نقوم بتوزيعها على المحتاجين .

سقيا التراويح

نقوم في كل عام بتأمين (25.000) كرتون ماء لتوزيعها على المساجد لتروى بها مصلى التراويح والقيام .

الخدمات الاجتماعية

الخدمات الاجتماعية هدفها  خدمة المجتمع بالاستفادة من فائض المنازل من الأصناف المستعملة ، حيث يتم جمع فائض المنازل من الأشياء المستعملة والخردة وخلافه  ويتم  تصنيفها  والاستفادة من الأغراض الجديدة منها بإعطائها للأسر الفقيرة  ، أما باقي الأشياء الغير صالحة فتباع على مصانعها الأساسية ليتم  إعادة تصنيعها وتشمل هذه القائمة ( الأثاث – الأجهزة – الكرتون  - الورق – البلاستيك  - الحديد  -  الألمنيوم  -  الأسفنج  - الملابس  ...... الخ ) ويشترى من قيمته أجهزة جديدة توزع على المحتاجين من المستفيدين .

- بالإضافة إلى ذلك قام الزاد الخيري بتوزيع  عدد ( 230 )  حاوية  على المصالح الحكومية و المحلات التجارية  وبجوار المساجد  وذلك  لجمع الصحف والورق والكرتون والملابس والبلاستيك .

ويعمل الآن في الزاد الخيري عدد (45 موظف وموظفة ) موزعين على الإدارة العامة للزاد الخيري  وإدارة الخدمات الاجتماعية  والقسم النسائي .

س :  يعتبر العمل الخيري أحد قطاعات التنمية .. كيف يتجاوز هذا القطاع مجال المساعدة المباشرة إلى المشاركة في آفاق التنمية المجتمعية  ؟  ولماذا لا تتبنى الجمعيات  مشاريع إستراتيجية مستقبلية تؤثر في التنمية مثل مصانع إنتاجية أو مجمعات سكنية أو خلافها ؟

 ج : نحن في الزاد الخيري نقوم بمشاريع صغيرة  ومربحة وبفضل من الله لدينا مجموعة من هذه المشاريع ولها عائد مجزي للزاد الخيري وهذه المشاريع تساعدنا في دفع رواتب الموظفين وكذلك التوسع في شراء الأصول الثابتة من  عقارات و سيارات وأجهزة ومباني وغيرها  وكذلك أوقاف نوعية كوقف  المعلمة الذي سيصرف  ريعه  على الأمور التعليمية لأولاد الفقراء .

س:  تعد ثقافة العمل الخيري ( التطوعي ) هي المحرك للقطاعات الخيرية .. كيف ترون ترسيخ  هذه الثقافة بين أبناء المجتمع ؟  وما الوسائل التي يمكن من خلالها تعزيز ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع ؟ 

ج :  ثقافة العمل الخيري لها جذور  عميقة  في  مجتمعنا  والذين يعملون في هذا المجال يدركون أن مجتمعنا يتمتع بأخلاق  أصيلة ومبادئ إسلامية غرسها فينا الإسلام ، ونحن عندما نعلن  عن أي برنامج   ، نجد استجابة طيبة من  فئات المجتمع  المختلفة سواء رجال أعمال  أو  موظفين  أو غيرهم ،  حتى الأطفال نجد منهم مشاركات  ،  ولكن هذه الأعمال التطوعية المباشرة مع المستفيدين لابد من وضع ضوابط لها وهي  الآن في طور وضعها فيما أعلم لدى مجلس الشورى  ،   ومجالس الإدارة والمشرفين على الأعمال الخيرية  هم متطوعون .

س:  الشفافية والإفصاح من أهم المبادئ التي يجب أن تلتزم بها الجهات العاملة في المجال الخيري .. إلى أي مدى ترون أن القوائم المالية التي تنشرها الجمعيات من خلال تقاريرها السنوية كافية للتعرف على إيرادات ومصروفات الجمعية بما يخدم الدعم المالي من قبل أفراد المجتمع ؟

ج : الجمعيات الخيرية يتم مراجعة حساباتها بصفة دورية عن طريق  مكاتب محاسبة  ومراجعة  متخصصة   يتم تكليفها من وزارة الشؤون الاجتماعية ،  وهذه المكاتب المتخصصة هي التي تصدر الميزانية السنوية للجمعية الخيرية  وفروعها ،  وبذلك فهذه الميزانيات  تتوفر فيها   الشفافية  والإفصاح و كافية للتعرف  على إيرادات ومصروفات الجمعية  ومركز الجمعية المالي .

س:  يمثل اختيار المستفيدين من الدعم  والمساعدة أحد أهم التحديات التي تواجه الجمعيات الخيرية .. فما المعايير والضوابط التي يتم وفقاً لها اختيار  المحتاجين ؟  وما مدى عدالة هذه المعايير في ظل ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق  حالياً ؟

ج :  المستفيد يتم اختياره وقبوله في الجمعيات الخيرية حسب ما هو منصوص عليه في لوائح وأنظمة الجمعيات الخيرية ،  وما قامت به من إعداد نماذج ووثائق تستند عليها لتتمكن من دراسة حالة المتقدم طالب المساعدة وهي كما يلي : -

1-الحالة النفسية                      2- الحالة الاجتماعية                   3-الدخل

4- المساعدات الحاصل عليها من  ضمان ، تقاعد ، راتب وظيفة   ... وخلافه .

والجمعيات من الصعب ان تقوم  بتلبية جميع متطلبات المحتاجين ولكن تقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للحياة والعيش وضمان الاستقرار من مساعدات نقدية ومواد غذائية وسداد إيجارات  وخلافه  ، وقد وضعنا في الزاد آلية ثابتة ومحدده لتسجيل المستفيد أو رفضه ولا يخضع هذا للاجتهادات الشخصية  أو اسم المستفيد أو غيره  وهذه الآلية هي حسب الدخل وعدد أفراد الأسرة  و أُقرت من اللجنة الإشرافية لدينا والتي تعمل ليل نهار على مشاريع الزاد ، وكذلك الإدارة التنفيذية ممثلة في المدير التنفيذي الأستاذ  فهد القرعاوي .  

س:  يحقق التعاون بين المؤسسات  -  خاصة التي تعمل في المجال الخيري  - الكثير من الفوائد .. فما ضمانات عدم ازدواجية الدعم  الذي يقدم أحياناً لنفس الأسر  ،  وهل تأخذ التنافسية بين الجمعيات منحى ايجابي ام انها تقع احياناً في فخ  المنافسة السلبية التي قد تظهر في قطاعات أخرى ؟

ج : يوجد شبكة  الكترونية  تربط  جمعية البر الخيرية  وفروعها  ويتم التحري عن اسم المستفيد برقم بطاقة الأحوال المدنية التي تظهر إذا كان هذا المستفيد  مسجل في  الجمعية أو أحد فروعها ،  و بذلك فكل مستفيد له يسجل في جهة خيرية واحدة فقط  ولا يسمح له  بأن يسجل في  فرع  آخر .

كما أن لكل فرع من فروع الجمعية لها نطاق محدد ولا تتجاوز خدماته هذا النطاق  ،  وأي متقدم يسكن في هذا النطاق يخضع للخدمات التي يقدمها الفرع .

كما أننا في الزاد الخيري نوزع الفائض لدينا من العيني على كثير من الجمعيات في المنطقة  وغيرها .

س: يمثل الدعم المادي حجر الزاوية في عمل الجمعيات الخيرية كما انه الوقود الذي يدفع العمل داخلها ويؤدي إلى استمراره ..كيف ترون تفاعل المجتمع  وخاصة الشرائح المستهدفة  بالدعم في مساندة ودعم الجمعية مادياً   وما روافد الدعم الذي يحصل عليه الزاد  سواء كان الدعم مادياً او معنوياً ؟

ج :  تفاعل المجتمع ولله الحمد تفاعل كبير حيث يأتي في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حيث أنه أول الداعمين لنا في الزاد الخيري ببريدة ، حيث أفتتح الزاد الخيري ووقف أكفلني ووقف الوالدين وكان له اليد الطولي بالدعم ،  وكذلك  رجال الأعمال أو ممن  يرأسون الشركات حيث خصصوا لنا تبرعات سنوية ، وهذا   كان سبباً في استمرار العمل ، وهو ضمان  لاستمرار  ونمو أعمال الجمعيات وتطوير برامجها ،  والعمل يعتمد بعد توفيق الله عز وجل  على دعم حكومتنا الرشيدة وأميرنا  ونائبه  ومساندة رجال الأعمال ،  ونحن دائنون لهم بهذا الفضل ،  ولا فرق لدينا من ناحية  الدعم سواء  مادياً أو معنوياً هدفنا الأول والأخير هو إيصال المساعدة للفقير .

س: يأخذ المتابع لأعمال الجمعيات على بعض الجمعيات تنفيذ مسارات إنفاق يختلف البعض على أهميتها ويرون أن ثمة مسارات أخرى أكثر أهمية وإلحاحاً ...  ما تعليقكم  ؟

ج :  نتفق جميعاً أن الكمال لله عز و جل وأن هذا الجهد جهد بشري يعتريه ما يعتريه  ولكل جهة إستراتيجيتها  ورؤيتها ، ولكن في الأخير الأهم  مساعدة الفقراء  والمساكين ، ولكننا  نحرص كل الحرص على تقديم ما يخدم الفقير ،  بحسب الأولويات ونحن في  الزاد الخيري نرحب بكل من يقدم  لنا مشورة أو رأياً  أو نصحاً في أي مجال ، وليثق أن أي رأي ونصح قصد به صاحبه الخير  وليس التشهير فإنه موضع العناية والدراسة ،  وهناك مشاريع للزاد الخيري   وآراء بإنشاء مشاريع كبيرة  بنيت على مشورة  أو رأي  أو نصيحة  ، والمؤمن مرآة  أخيه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد .